سرطان القولون والمستقيم هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، حيث يمثل حوالي 10٪ من جميع حالات السرطان والسبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان في العالم.
يصيب سرطان القولون والمستقيم بشكل أساسي الأفراد الأكبر سناً، حيث تحدث غالبية الحالات لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق.
تساهم العديد من العوامل المتصلة بأنماط الحياة في حدوث سرطان القولون والمستقيم، من بينها على سبيل المثال تناول كميات كبيرة من اللحوم المصنعة وقلة تناول الفواكه والخضروات، وأنماط الحياة المتسمة بقلة الحركة، والسمنة، والتدخين، والإفراط في استهلاك الكحول.
غالباً ما تُشخَّص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في مراحل متقدمة عندما تكون خيارات العلاج محدودة.
يمكن خفض معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والحد من أثره بشكل كبير بتنفيذ استراتيجيات الوقاية الأولية مثل تبنّي نمط حياة صحي، وتجنّب التعرّض لعوامل الخطر، وممارسة الكشف المبكر عن المرض عن طريق التحرّي.
هو نوعٌ من السرطان يصيب القولون (الأمعاء الغليظة) أو المستقيم، ويعد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم ،ويمكن أن يسبّب أذى وخيماً وحتى الموت.
ويزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مع التقدم في العمر ،وتصيب معظم حالاته الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً.
وتشمل الأعراض الشائعة لسرطان القولون والمستقيم الإسهال، والإمساك، ووجود الدم في البراز، والألم البطني، وفقدان الوزن الذي يتعذّر تفسيره، والتعب، وتدنّي مستويات الحديد.
ولا تظهر الأعراض على الكثير من الناس في مراحل المرض الأولى.
يمكن الحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم باتباع نظام غذائي صحي، والمواظبة على ممارسة النشاط البدني، والامتناع عن تدخين التبغ والحد من استهلاك الكحول ،وتعد عمليات التحرّي المنتظمة حاسمة الأهمية للكشف عن المرض في وقت مبكر.
سرطان القولون هو السبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان في العالم ،وتشير التقديرات إلى حدوث أكثر من 1,9 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان القولون والمستقيم وأكثر من 000 930 حالة وفاة ناجمة عن سرطان القولون والمستقيم في العالم في عام 2020 ،و لوحظت تفاوتات جغرافية كبيرة في معدلات الإصابة والوفيات ،وسُجِّلت أعلى معدلات الإصابة في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا، فيما سُجِّلت أعلى معدلات الوفيات في أوروبا الشرقية ،وسيزداد عبء سرطان القولون والمستقيم إلى 3,2 مليون حالة إصابة جديدة في السنة (بزيادة قدرها 63٪) و1,6 مليون حالة وفاة في السنة (بزيادة قدرها 73٪) بحلول عام 2040.
وقد انخفضت معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في البلدان المرتفعة الدخل، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى فعالية برامج التحرّي.
يختلف تشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم باختلاف المرحلة التي يكون المرض قد بلغها عند التشخيص.
تعد معدلات البقاء أعلى لدى الأشخاص المصابين بالسرطانات في المراحل المبكرة مقارنة بالأشخاص المصابين بسرطانات في مراحل متقدمة.
يعتبر التشخيص الحسن التوقيت، والعلاج المناسب، ورعاية المتابعة المنتظمة مهمة لتحسين معدلات البقاء ونوعية الحياة.
ما هي عوامل الخطر للاصابة بسرطان القولون والمستقيم
تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ما يلي :
العمر : يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مع التقدم في العمر، حيث تحدث معظم الحالات لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً.
السوابق العائلية : يمكن أن تتسبب السوابق العائلية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو بعض الاعتلالات الوراثية، من قبيل متلازمة لينش وداء السلائل الورمي الغُّدي العائلي، في زيادة خطر الإصابة بالمرض؛
السوابق الشخصية : يعد الأفراد الذين سبق لهم أن أُصيبوا بسرطان القولون والمستقيم أو بأنواع معينة من السلائل أكثر عرضةً من غيرهم لخطر الإصابة بالمرض.
العوامل المتصلة بأنماط الحياة : إن خيارات أنماط الحياة غير الصحية، مثل النُظم الغذائية الغنية باللحوم المصنعة و المحتوية على كمية قليلة من الفواكه والخضروات، و السلوك المتسم بقلة الحركة، والسمنة، والتدخين والإفراط في استهلاك الكحول، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
ما هي أعراض سرطان القولون والمستقيم
غالباً ما لا تظهر أعراض سرطان القولون والمستقيم في مراحل المرض الأولى. وتعد عمليات التحرّي المنتظمة مهمة للكشف عن المرض في وقت مبكر وبدأ العلاج.
وتشمل أعراض المرض الشائعة ما يلي :
حدوث تغيرات في عادات الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك أو تضيق البراز.
وجود الدم في البراز (النزف المستقيمي)، لونه أحمر فاتح أو غامق ويشبه القطران.
مغص في البطن أو ألم/ نُفاخ بطني مستديم.
فقدان الوزن المفاجئ الذي يتعذّر تفسيره وفقدان الوزن دون أي جهد.
الشعور بالتعب بشكل مستمر ونقص الطاقة، حتى بعد الاستراحة بقدر كاف.
فقر الدم بعوز الحديد الناجم عن نزفٍ مزمن، مما يسبب التعب والوهن والشحوب.
يمكن أن يساعد كل من التغييرات في نمط الحياة والتحرّي المنتظم على الوقاية من سرطان القولون والمستقيم.
وتشمل التغييرات في نمط الحياة التي تساعد على الوقاية من سرطان القولون والمستقيم ما يلي :
اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات.
الامتناع عن تدخين التبغ.
الحفاظ على نمط حياة يتسم بالنشاط البدني.
الحد من تعاطي الكحول.
تجنّب التعرض لعوامل الخطر البيئية.
وينبغي للأشخاص الذين يظنون أنهم مصابون بسرطان القولون والمستقيم أن يتحدثوا إلى مقدم الرعاية الصحية على الفور.
ويعد التحري المنتظم لسرطان القولون والمستقيم (الوقاية الثانوية) أفضل وسيلة للكشف عن المرض في وقت مبكر.
ويزداد احتمال أن تشفي العلاجات من المرض في مراحله الأولى.
وأظهرت الدراسات أن التحرّي يمكن أن يخفض معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ووفياته بفضل الكشف المبكر عن الأورام السابقة للتسرطن وإزالتها.
وتعد فحوصات البراز وسائل تحرّي غير باضعة تُستخدم للكشف عن وجود سرطان القولون والمستقيم أو السلائل السابقة للتسرطن في البراز. ويعد اختبار الدم الخفي في البراز (“FOBT”) النوع الشائع من فحوصات البراز.
يتيح هذا الاختبار الكشف عن الدم الخفي في البراز، مما قد يكون مؤشراً على الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو السلائل.
ينطوي على جمع عينة صغيرة من البراز وإرسالها إلى المختبر لتحليلها. وفي حال الكشف عن وجود دم في البراز أو إذا كانت نتائج فحوصات البراز غير طبيعية، فإنه يوصى عادةً بإجراء المزيد من إجراءات التشخيص، مثل تنظير القولون، من أجل تأكيد الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو السلائل.
تعد فحوصات البراز مريحة وغير باضعة ويمكن أن تكون فعالة في الكشف عن سرطان القولون والمستقيم في مراحله الأولى أو التعرّف على السلائل السابقة للتسرطن.
يمكن أن يستفيد الأفراد الذين لديهم سوابق عائلية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو ببعض الاعتلالات الوراثية من التوعية الوراثية والاختبارات الجينية لتقييم مخاطرهم وتحديد تدابير الفحص المناسبة.
تشمل أساليب تشخيص سرطان القولون والمستقيم الفحص البدني، والتصوير (فحص البطن بالموجات فوق الصوتية، وتفريسات التصوير المقطعي الحاسوبي، والتصوير بالرنين المغناطيسي)، وفحص القولون من الداخل عن طريق تنظير القولون أو التنظير السيني، وأخذ عيّنة من الأنسجة (خزعة) لأغراض الفحص الهيستوباثولوجي، وإجراء اختبارات جزيئية لتحديد طفرات جينية معينة أو مؤشرات حيوية للاسترشاد بها في اعتماد أفضل خيار علاجي.
تستند علاجات سرطان القولون والمستقيم إلى نوع السرطان ومدى انتشاره والسوابق الطبية للشخص. ويمكن أن يؤدي الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم إلى تحسين العلاجات و الحصائل.
وتشمل العلاجات ما يلي :
الجراحة.
المعالجة الإشعاعية (الإشعاع).
العلاج الكيميائي.
العلاج الموجه.
المعالجة المناعية.
وغالباً ما تُستخدم الجراحة في المراحل الأولية من السرطان إذا لم يمتد الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم ،ويمكن أن يساعد العلاج الكيميائي والمعالجة الإشعاعية على تقليص حجم الورم.
غالباً ما يعمل الأطباء من مختلف التخصصات معاً على توفير العلاج والرعاية للمصابين بسرطان القولون والمستقيم.
تعد الرعاية الداعمة مهمة للمصابين بسرطان القولون والمستقيم، حيث تهدف إلى توفير التدبير العلاجي للأعراض وتسكين الألم وتقديم الدعم العاطفي ،ويمكن أن تساعد على تحسين نوعية حياة المصابين بسرطان القولون والمستقيم وأُسرهم.
أ) المراحل الأولى للمرض : يتمثل العلاج الرئيسي لسرطان القولون والمستقيم في مراحله الأولى (أي عندما يقتصر الورم على الأمعاء أو العقد اللمفية الموضعية، دون انتشار النقائل إلى أعضاء بعيدة) في الإزالة الجراحية للورم والعقد اللمفية القريبة ،ويتوقف الإجراء الجراحي المحدد على موضع الورم، وقد ينطوي على استئصال القولون (إزالة جزء من القولون) أو استئصال المستقيم (إزالة المستقيم) ،وفي بعض الحالات، قد يكون فغر القولون أو فغر اللفائفي المؤقت أو الدائم ضرورياً لإنشاء فتحة تمر عبرها النفايات ،ويشير العلاج المساعد إلى العلاج الإضافي الذي يُقدَّم بعد العملية الجراحية بغية تقليل خطر عودة ظهور السرطان ،وفي المراحل الأولى من سرطان القولون والمستقيم، قد يوصى بالمعالجة الكيميائية المساعِدة لغرض قتل أي خلايا سرطانية متبقية يتعذّر رؤيتها أو إزالتها أثناء العملية الجراحية ،وعادةً ما يوصى بالمعالجة الكيميائية المساعِدة للمرضى المعرّضين بشكل أكبر لخطر عودة ظهور المرض، مثل الأشخاص الذي يعانون من إصابة في العقدة اللمفية أو الذين تظهر عليهم بعض خصائص الورم ،وفي بعض الأحيان، يمكن أن تُوفَّر المعالجة الكيميائية قبل العملية الجراحية (المعالجة الكيميائية المساعِدة المستحدَثة) بغرض تقليص حجم الورم ،ويمكن أن تُستخدم المعالجة الإشعاعية في حالة إصابة القطعة الأخيرة من الأمعاء (المستقيم) بأورام من أجل زيادة حظوظ تقليص حجم الورم.
وبعد العلاج، من الضروري إجراء زيارات متابعة وأنشطة ترصُّد منتظمة لرصد ظهور أي علامات توحي بعودة ظهور المرض أو بإصابة جديدة بالسرطان ،وقد تشمل أنشطة الترصّد الفحوصات البدنية واختبارات الدم ودراسات التصوير (مثل تفريسات التصوير المقطعي الحاسوبي) من أجل الكشف عن أي عودة ظهور محتملة للمرض في مراحله الأولى.
ب) المراحل المتقدمة للمرض : تمثل المعالجة الجهازية النهج الرئيسي المتبع في علاج سرطان القولون والمستقيم النقيلي، حيث إنها تهدف إلى علاج الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم ،وغالباً ما تُستخدم المعالجة الكيميائية بوصفها علاج الخط الأول لسرطان القولون والمستقيم النقيلي ،وتُستخدم نُظم المعالجة الكيميائية المركبة على نحو شائع لقتل الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها ،ويمكن استخدام العلاج الموجه مع المعالجة الكيميائية لدى المرضى الذين يتعرضون لطفرات جينية محددة، مثل طفرات جينة “KRAS” أو جينة “BRAF” ،ويمكن النظر في استعمال أدوية المعالجة المناعية لدى المرضى المصابين بأورام تنطوي على مؤشرات وراثية محددة، مثل ارتفاع مستوى عدم استقرار السواتل المجهرية (MSI-H) أو نقص تصليح أوجه عدم التطابق (dMMR).
في بعض الحالات، قد يوصي بإجراء عملية جراحية على مرضى سرطان القولون والمستقيم النقيلي بهدف إزالة الأورام التي تسبّب الأعراض أو تسد الأمعاء ،ويمكن استخدام العلاجات الموضعية، من قبيل الاستئصال بالتواتر الراديوي أو الاستئصال بالبرد أو المعالجة الإشعاعية، لعلاج مواضع معينة من النقائل، مثل النقائل الكبدية ،ويمكن استخدام المعالجة الإشعاعية لغرض المساعدة على السيطرة على المرض والتدبير العلاجي للأعراض، مثل الألم أو النزف.